واختلافهم مع أهل السنة إنما هو في مسائل لا ترتقي إلى مستوى الأصول، وإذن فهم إخوة مسلمون، وسبقهم في بعض العلوم إنما هو كسبق الأخ لأخيه، إن أثار تنافسا، فإنه لا يثير خصومة، ولا عداء.
وإذن فلا مناص من إحدى اثنتين:
أما أن نطأطئ الرأس إجلالا واحتراما، لما بذل المؤلف من جهد، ولما انتهى إليه من نتائج.
وأما أن نقابل الجهد بجهد مثله. وتتقدم بما نظفر به من نتائج مؤيدة بأدلة سليمة مقبولة.
وإني أتوجه إلى الله جلت قدرته راجيا أن يطهر النفوس مما علق بها من شوائب وأن يملأها بمعاني الحب والتعاطف والتآخي، وأن يعيد للمسلمين وحدتهم، وأن يفقههم في دينهم، ويبصرهم بعاقبة أمرهم، ويوفقهم للاهتداء بهدى الإسلام في سلوكهم ومعاملاتهم، ولتبليغ دعوة دينهم إلى خلق الله كافة، مبرهنين على جمالها وكمالها بالتزامهم لها ووقوفهم عند حدودها.
وفي هذا المقام يحلو لي أن أشير إلى مفخرة من مفاخر المسلمين، يحق لنا أن نعتني بها ونفاخر، تلكم هي كتب السيد محمد باقر الصدر التي ما أظن أن الزمان قد جاء بمثلها في مثل الظروف التي وجدت فيها، لقد أنتجت عبقريته الفذة الكتب الآتية:
فلسفتنا و اقتصادنا.
تلكم الكتب التي تعرض عقيدة الإسلام، ونظم معاملاته، عرضا تبدوا إلى جانبه الآراء التي تشمخ بها أنوف الكفرة والملاحدة من الغربيين وأذنابهم ممن ينتسبون إلى الإسلام وهو منهم براء، وكأنها فقاقيع قد طفت على سطح الماء، ثم لم تلبث أن اختفت وكأنها لم توجد.