والروضة في الفقه والمعالم والقوانين في الأصول، وهو إذ ذاك ابن ثماني عشرة سنة، وعندئذ تاقت نفسه إلى النجف الأشرف فزم إليها ركائبه، وهناك قرأ الحكمة والكلام على الفاضل الشكي (1)، والمولى الشيخ محمد تقي الكلبايكاني (2)، وقرأ خارج الفقه على فقهاء النجف من تلامذة الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر (3)، وخارج الأصول على أفاضل تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري (4) وقرأ علم الحديث على جملة من علماء الحديث في النجف.
ثم ما زال في النجف عاكفا على الاشتغال، ومكبا على التحصيل يرتضع ثدي العلم ويستدر ضروع الفضل، حتى سنة سبع وتسعين ومائتين بعد الألف هجرية، فهاجر من النجف إلى سامراء حيث يقيم هناك في ربوعها أكبر أساتذته العظام الذي عليهم تتلمذ، ومنه أخذ حجة الإسلام الشيرازي الميرزا محمد حسن المتوفى سنة 1312 ه.
وما فتئ منذ ألقى لديها عصا السير مجدا ومجتهدا، ومدرسا ومؤلفا حتى سنة 1314 ه أي إلى ما بعد وفاة أستاذه السيد الشيرازي بعامين، وعندها قفل راجعا إلى الكاظمية مسقط رأسه، فأقام بها إلى اليوم، غرة لجبينها، وقرة لعيونها، ملاذا للمسلمين، ومفزعا للمؤمنين في أمور الدنيا والدين.
مشايخه في الرواية مشايخه في الرواية على صنفين: منهم من يروي عنهم بطريق السماع والقراءة فقط دون الإجازة، ومنهم من يروي عنهم بطريق الإجازة العامة.
أما مشايخه من الصنف الأول فمنهم - وهو أجل من يروي عنه - حجة _