الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١١
ويظهر من بعض الروايات أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) نهى يوما عن زيارة القبور ثم رخصها وكان النهي والترخيص من الله سبحانه.
ولعل النهي كان بملاك أن أكثر الأموات يومذاك كانوا من المشركين، فنهى النبي (صلى الله عليه وآله) عن زيارتهم ولما كثر المؤمنون بينهم رخص بإذن الله.
ولعل النهي كان بملاك آخر وهو أن زيارة القبور تذكر الموتى والقتلى وتورث الجبن عن الجهاد، وإذ قوي الإسلام رخص الزيارة (1).
وعن أم سلمة عنه (صلى الله عليه وآله): نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإن لكم فيها عبرة (2).
الآثار الاجتماعية لزيارة أكابر الدين قد تعرفت على الآثار التربوية لزيارة قبور المسلمين، وهنا آثار تختص بزيارة أكابر المسلمين ورؤسائهم، وفي طليعتهم زيارة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وهي: أن في زيارتهم نوعا من الشكر والتقدير على تضحياتهم، وإعلاما للجيل الحاضر بأن هذا هو جزاء الذين يسلكون طريق الحق والهدى والدفاع عن المبدأ والعقيدة.
ولأجل هذا الأثر الممتاز لزيارة صلحاء الأمة، نجد أن الأمم الحية تتسابق على زيارة مدفن رؤسائهم وشخصياتهم، الذين ضحوا بأنفسهم

(١) الجناحي النجفي: منهج الرشاد: ١٤٤.
(٢) المتقي الهندي، كنز العمال ١٥: ٦٤٧ ح 42558.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»