هذه الحياة الدنيا، وكانوا بمكان عال من القدرة والسلطة، ثم انتقلوا إلى الآخرة، تؤدي إلى الحد من روح الطمع، والحرص على الدنيا، وربما تغير سلوك الإنسان لما يرى أن المنزل الأخير لحياته إنما هو بيت ضيق ومظلم باق فيه إلى ما شاء الله، فعند ذلك ربما يترك المظالم والمنكرات ويتوجه إلى القيم والأخلاق.
وإلى هذا الجانب من الأثر التربوي يشير النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ويقول:
كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها ترق القلوب، وتدمع العين وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجرا (1).
وفي لفظ آخر: كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور فإنها تزهد في الدنيا (2). وفي لفظ ثالث: وتذكر الآخرة (3).
وعن أبي هريرة أن النبي (صلى الله عليه وآله) زار قبر أمه ولم يستغفر لها. قال:
أمرت بالزيارة ونهيت عن الاستغفار فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت (4).
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة (5).