التشيع والوسطية الإسلامية - أكرم عبد الكريم ذياب - الصفحة ٦٢
الصلاحيات كما هي للإمام المنصوب، الذي هو أيضا لا يخطئ.
ج - الاجتهاد الشيعي المتميز: لعل الدكتور يقصد في قوله اجتهادات لدرجة التخيل تلك الأحكام التي تتعلق بفروض نادرة أو يتوقع حدوثها، وهذه في الحقيقة شهادة متميزة للفقه الشيعي، الذي يتكيف مع مختلف العصور، ومع الوقائع الحادثة حتى النادرة منها، والتي قد يتفق أن تقع في الحال أو المستقبل، وهو دليل واضح على أن الفقه الشيعي لديه الأجوبة الشافية والسريعة دائما، خصوصا في المواقف الحرجة، ومثاله الصلاة على القمر وإن كانت متخيلة منذ مائة سنة إلا أنها أصبحت واقعا ملموسا وممكنا، لذا فإن التخيل المذكور يعد غناء في الفقه الشيعي والاجتهادي.
ثالثا: اجتهاد ابن تيمية:
قال: أقول هذا لشبابنا ليرى أن الفكر السني على مر تاريخه هو الذي كان يشتغل بذلك.. ابن تيمية كان يحمل السيف ويجاهد ويكتب في السياسة والشرعية ويموت في سجن المماليك، من الذي يقول: إن هذا غير مجتهد، وإن هذا لا يشتغل بالسياسة، وإن هذا غير ثوري، الذي يجاهد التتار، بينما كان هناك (ولا نريد أن نفتح الأبواب )....
أ - اجتهاد ابن تيمية المخالف:
آخر ما كنت أتوقع هو أن يأتي الدكتور بشخصية جهادية في الفكر السني تكون نموذجا للثورية - تحمل السيف وتجاهد ، وتكتب في السياسة والشرعية، وتموت في السجن - كشخصية ابن تيمية، ليضعه في خانة الثوريين والأبطال في الفكر السني!!
والظاهر أن في الأمر سرا خفي علينا نحن لا نعلمه..
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»