البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٢٦
وإن الوقوف على قبر محمد صلى الله عليه وآله والاستشفاع منه من جعل الآلهة، فهم يصيحون كما صاح إخوانهم: أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب!!!
فيا للعجب من هذا التقحم والتهاجم على المسلمين الموحدين، وقد عرفت دفعه والجواب عنه بما حاصله: إن دعوة الشفيع بعد ثبوت الإذن والرضا من الله تعالى لا تنافي دعوة الله تعالى. ولا تنفك عنها، كما أن إطاعة الرسول لا تنفك عن إطاعة الله تعالى في قوله تعالى: ومن يطع الرسول فقد أطاع الله فمن ادعي المنافاة فقد أبطل جعل الشفيع من الله، وهذا إنكار على الله، ولا نقول بأنه يصيح كما صاح إخوانه: إنا كفرنا بالذي أرسلتم به، وإنا به لكافرون بل نقول:
سيعلمون غدا من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى.
استدرك في الشفاعة (1) وهو أن الشيخ سليمان بن سحمان ذكر كلاما طويلا في كتاب الهدية السنية صحيفة 64 إلى أواخر 68، وعنوانه: لا الشفاعة الشرعية أو الشفاعة الشركية والشفاعة الحق... ثم أورد جملة من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الدالة على وقوع الشفاعة التي من جملتها قوله تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه،: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا، وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.

(1) استدرك المؤلف هذا الموضوع في آخر الكتاب مما يظهر أنه كتبه بعد انتهائه في تأليفه وحيث أعقدا طباعة الكتاب الثالثة رأينا إلحاقه بموضوعه أليق.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»