وكان واليه صاحبك أحب إلينا منك وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر: إن من كره جارا جاوره تحول عنه. فقال سعد: أما إني غير مستسر بذلك، وأنا متحول إلى جوار من هو خير من جوارك.
قال: فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام في أول خلافة عمر.
وتوفى سعد بن عبادة بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر، في سنة خمس عشرة من الهجرة. فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن وهم يمتحون نصف النهار في حر شديد قائف يقول:
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده فذعر الغلمان فخفض ذلك اليوم فوجدوه ذلك اليوم الذي مات فيه إنما جلس يبول في نفق فاغتيل فمات من ساعته.
" ومن المتفق عليه أنه رمى بسهمين فمات من أثره ".