قلت: عدي بن حاتم الطائي، فقام وانطلق بي إلى بيته، فو الله وهو عامد بي إذ لقيته امرأة عجوز ضعيفة فاستوقفته طويلا فوقف لها تكلمه في حاجتها، فقلت في نفسي: والله ما هذا بملك. ثم مضى إلى بيته فتناول وسادة من ادم محشوة ليفا فقذفها إلي وقال: اجلس عليها، قلت: بل أجلس أنت عليها، فأبى ذلك، فجلست عليها، وجلس هو على الأرض، قال عدي: فعدت إلى نفسي وقلت: ما هذه فعال ملك.
ثم قال صلى الله عليه وآله: ألم تكن ركوسيا؟ (1) قلت: بلى.
قال صلى الله عليه وآله: ألم تكن تسير في قومك بالمرباع (2)؟
قلت: بلى.
قال صلى الله عليه وآله: ان ذلك لم يكن يحل لك في دينك، قلت:
أجل والله، فعلمت أنه نبي مرسل، يعلم ما نجهل.
ثم قال صلى الله عليه وآله: لعلك يا عدي انما يمنعك من دخول .