الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٩ - الصفحة ١٠٦
لمبارزته، وأخيرا برز الإمام علي عليه السلام إليه، وبعد جولات صعبة، قتله الإمام شر قتلة وابنه معه وفر الباقون وكبر المسلمون بانتصار علي وضربته التي تعادل أعمال الثقلين وهروب الباقين حتى الذي سقي في الخندق من المشركين الفارين نزل إليه الإمام علي فقتله.
واستمرت الحرب الباردة بين المسلمين والأحزاب بين الشدة والرخاء، حتى يئس المشركون من اقتحام المدينة المنورة ودب الخلاف بينهم بعد انهيار معنوياتهم.
أراد الرسول صلى الله عليه وآله أن يقف على جلية أمرهم وآخر تظورات الموقف، ولم يجرأ أحد ليقترب من معسكرهم، عند ذلك انتدب الرسول صلى الله عليه وآله (حذيفة بن اليمان) لما وجده أهلا لهذه المهمة الشاقة والصعبة.
كان الليل مظلما رهيبا، وكانت العواصف شديدة، كأنما تريد أن تقتلع الجبال الرواسي، والأشجار من جذورها، وكان الموقف بما فيه من حصار وعناد وإصرار، يبعث على الرهبة والخوف والجزع، بالإضافة إلى الجوع والبرد الذي بلغ مبلغه.
فمن يملك آنذاك تلك القوة والشجاعة ليتسلل إلى
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست