الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٩ - الصفحة ١٠١
والسرائر، يقرأ الوجوه في نظره، ويعرف كنه الأعماق المستترة، والدخائل المخبوءة في نفوس الآخرين.
ولقد أوتي حذيفة من الحصافة ما جعله يدرك أن الخير في هذه الحياة واضح لمن يريد، والشر هو الذي يتنكر ويختفي، ويجب على الأريب أن يعنى بدراسة الشر في مظانه، ليأخذ الحذر منه.
وهكذا عكف (حذيفة) على دراسة الشر والأشرار، والنفاق والمنافقين، الذين يظهرون الإسلام ويضمرون الكفر.
هذا هو (حذيفة) عدو النفاق والمكر، وصديق الصدق والوضوح.
ورجل من هذا الطراز، لا يكون إيمانه مستعارا بل هو ثابت الركائز، ووثيقا، ولا يكون ولاءه إلا عميقا، وكذلك كان (حذيفة) في إيمانه وولائه.
وخبرة (حذيفة) بأهل الشر، وإصراره على مقاومته وتحديه أكسباه لسانا ذلقا، وفصاحة واضحة، وحدة في كلماته، يقول حذيفة:
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست