بالحياة، فمنعه رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: يا عثمان، إن الله لم يبعثني بالرهبانية، وإن خير الدين عند الله الحنيفية.
شهد عثمان بدرا، ولما عاد من بدر بأشهر قليله مات بالمدينة، وذلك في سنة 2 للهجرة = 624..
وبعد موته جاءه رسول الله صلى الله عليه وآله بعد تغسيله، قبله كما رؤيت دموعه تتحادر على خده صلى الله عليه وآله.
وهو أول من دفن بالبقيع من المهاجرين والمسلمين.
إن هذا الصحابي الجليل الذي نطالع سيرته، كان راهبا بكل ما في الرهبنة من معان، وكانت رهبانيته عملا دائبا في سبيل الحق، وتفانيا في سبيل الخير والصلاح.
وكان عثمان بن مظعون واحدا من القلة الأوائل التي سارعت إلى الايمان بالله ورسوله والتفت حوله صلى الله عليه وآله.
ولقد نزل به العذاب، والأذى والضرر، ما كان ينزل يومئذ بالمؤمنين الصامدين الصابرين.
عند ذلك آثر الرسول صلى الله عليه وآله هذه النخبة المؤمنة المضطهدة بالعافية * آمرا إباها بالهجرة إلى الحبشة، مؤثرا أن يبقى وحده في مواجهة جبابرة قريش.