الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٤ - الصفحة ٤٠
أردت أن أعد عليك الشيعة من الصحابة، وإثبات تشيعهم من كتب السنة، لأحوجني ذلك إلى إفراد كتاب ضخم (1).
إلى غير ذلك من النصوص والأخبار، التي تصرح بتشيع أبي ذر (رضي الله عنه) وغيره من الصحابة لعلي (عليه السلام) وآل البيت الطاهر تشيعا ليس عاطفيا يقتصر على حبهم فحسب، بل تشيعا مبدئيا، ينادي بأحقية علي (عليه السلام) في الخلافة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلا فصل. استنادا إلى ما سمعه هو، وبقية الصحابة منه (عليه السلام) في ذلك، كحديث الغدير المتقدم وأمثاله.
فقد كان أبو ذر (رضي الله عنه)، ممن ثبت على هذا المبدأ، فنافح عنه، ودافع على أكثر من جبهة، وفي عدة مواطن، ودعا المسلمين إليه بكل جرأة وصراحة، حتى آخر لحظة من حياته. ففي مكة كان لسانه يلهج بذلك، وفي المدينة كما في الشام، وحتى في منفاه الأخير في الربذة لم يتوان ولم

(1) أصل الشيعة وأصولها / 86. للعلامة كاشف الغطاء.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»