يرون إذا تسامع الناس من حجاج البيت ومصرفي التجارة أن يثوروا عليهم ويخلعوهم من البيت أو يزيلوهم من الحكم والزعامة، أو يقاطعوهم إذا لم يستطيعوا إلى خلعهم سبيلا، فسيميتوهم فقرا ومذلة وهوانا؟ ما رأيت طيشا كطيش هؤلاء السفهاء.
فقال له أبوه ياسر: أراك منذ اليوم تكبر على سنك وتسمو فوق شأنك أتسوق إلي هذا الحديث من نفسك؟
أم ألقى به إليك ملق أراد بك شرا؟
قال الشاب الناضج عمار: لم يلق إلي بهذا الحديث أحد إلا عيني المبصرة، وأذني السامعة، وما سمعه مني أحد قبلك، وإن كنت أعلم أن نفرا من المستضعفين أمثالي يئنون أنيني ويشكون شكواي.
ألا تقرأ ذلك في أعين الناس؟ ثم تراهم تطيب نفوسهم بما تنكره أعينهم من استرقاق الناس واستضعاف الضعيف، وسلب الناس حقوقهم باسم الآلهة التي هي أشد رقا وأعظم ضعفا.