لساعد ذلك أيضا على زعزعة الاعتقاد بأن أولاد الإمام محمد بن علي الباقر (ع) قد أبادهم الدهر ولم يبق منهم إلا الصادق (ع).
ترجمة أولاده (ع) قبل الدخول في هذا الموضوع ينبغي الإشارة بشكل موجز إلى الغرض مما قدمناه من مباحث كمقدمات لطرح مسألة حياة أبناء الإمام الباقر (ع) وأعقابهم. فقد أشرت سابقا إلى أن الغموض قد اكتنف جوانب من حياتهم حتى أن البعض ادعى أنهم ماتوا صغارا دون أن يقدم دليلا على مدعاه. ولما أردنا إثبات وجود أولاده أولا. ثم إثبات أعقاب لهم ثانيا خلافا لما اشتهر بين الناس فقد احتجنا إلى القاء نظرة دقيقة في الوضع الأمني الذي عاشوه في زمن الأمويين والعباسيين وتطلب توضيح هذا الأمر دراسة موقف الخلفاء وولاتهم من أهل البيت عموما وكيفية تعاملهم وما كانوا عليه من خصال. فإذا عرفنا من التاريخ أن حكام عصرهم اتفقوا على حربهم والقضاء عليهم وأنهم فعلا مارسوا كل سبيل لتحقيق ذلك. لحصلت القناعة بوجود دواعي الهرب من محال إقامتهم وإذا قدمنا أمثلة حية من هذه الممارسات ونماذج من التشتت والهروب إلى أكناف البلاد، لقرب جدا احتمال شمول قاعدة التشرد أولاد الإمام الباقر (ع). وإذا تأكد لدينا أن من ادعى حب أهل البيت أو تظاهر بالولاية لآل علي في العصرين الأموي والعباسي كان مستوجبا للقتل وأدركنا الخطر الذي كان محدقا بأبناء وأحفاد الإمام لتوجه القول بأنهم إضافة إلى إبعاد أنفسهم فقد حاولوا عدم الظهور بالشكل الذي يشار إليهم باللسان أو القلم لعدة بطون نظرا لطول فترة