أربعة آلاف يستعرضكم على السيف ثلاثة أيام متوالية فيقتل مقاتلتكم وتلقون منه بلاء لا تقدرون عليه ولا على دفعه وذلك من قابل فخذوا حذركم واعلموا أن الذي قلت لكم هو كائن لا بد منه فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه، وقالوا لا يكون هذا أبدا، فلما كان من قابل تحمل أبو جعفر من المدينة بعياله، هو وجماعة من بني هاشم، وخرجوا منها فجاءها نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها ثلاثة أيام وقتل فيها خلقا كثيرا لا يحصون 1.
وفي البحار: لما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن هرب جعفر إلى ماله بالفرع فلم يزل هناك مقيما حتى قتل محمد، واطمأن الناس وأمنوا رجع إلى المدينة 2 وقد أشرنا فيما تقدم إلى ما لاقاه أهل هذا البيت من ألوان العذاب وقلنا أن هذا البلاء عمهم رجالا ونساء ولم ينج أصحابهم أيضا من هذا التنكيل وأخيرا نورد مثالين آخرين في هذا المضمار للوقوف أكثر فأكثر على الوضع العلوي في تلك الأيام. ففي تذكرة الخواص عن الواقدي: كان لجعفر بن محمد مولى يقال له معتب يبعثه إلى مالك بن أنس يسأله عن مسائل فلما حج المنصور بلغه خبر معتب فضربه ألف سوط حتى مات 3. وفي ترجمة السيدة أم كلثوم بنت إسحاق الكوكبي بن الحسن بن زيد بن الحسن المجتبى ذكر: إنها دخلت شيراز بعد قتل أعمامها وقصد بني العباس استئصالهم فأقامت بها