أولاد الإمام محمد الباقر (ع) - السيد حسين الزرباطي - الصفحة ٣٥
إليكم من يزيدكم خبالا أهل العراق هم أهل الشقاق والنفاق هم والله عش النفاق وبيضته التي تفلقت عنه. والله ما جربت عراقيا قط إلا وجدت أفضلهم عند نفسه الذي يقول في آل أبي طالب ما يقول وما هم لهم بشيعة وأنهم لأعداء لهم ولغيرهم. ولكن لما يريد الله من سفك دمائهم فإني والله لا أوتى بأحد آوى أحدا منهم أو إكراه منزلا ولا أنزله إلا هدمت منزله وأنزلت به ما هو أهله. وهكذا يتهجم على العراقيين إلى أن يقول: والله إني لأتقرب إلى الله بكل ما أفعل بهم لما عرفت من رأيهم ومذاهبهم ثم يهدد أهل المدينة فيقول: يا أهل المدينة خبرة من الخلاف، والله ما أنتم بأصحاب قتال، فكونوا من أحلاس - بيوتكم و عضوا على النواجذ فإني قد بعثت في مجالسكم من يسمع فيبلغني عنكم أنكم في فضول كلام غيره ألزم لكم فدعوا عيب الولاة " 1.
أنه لم يقل ما قال ولا فعل فعلته بأهل المدينة إلا لأن الشيعة من أهل العراق الذين أس فيهم الحجاج قتلا لم يروا بدا من الهرب إلى أنحاء البلاد فهرب قسم كبير منهم إلى مدينة الرسول (ص) ومكة المكرمة حفظا لأرواحهم فلما أبلغ الحجاج الوليد بهرب الشيعة إلى نواحي مكة والمدينة عزل الوليد عمر بن عبد العزيز وأبدله بعثمان هذا، ليضيق عليهم ويلقي القبض على من تمكن منهم ثم يبعثهم إلى الحجاج في العراق. وإذا كان ذلك التقتيل والتشريد مصير من هو على مذهب علي (ع) ترى كيف يكون حال أبناء علي أنفسهم في ظل حكم هذا الطاغوت؟

(1) - الطبري ج 5 ص 259.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»