وأصيبت له جرائد فيها أسماء رجال قد أخذت عليهم البيعة لرجل من آل أبي طالب.. فأدخلوه على المعتضد. ثم أراد المعتضد بمحمد بن الحسن بجميع الجهات أن يدله على الطالبي الذي أخذ له العهد على الرجال فأبى وجرى بينه وبين المعتضد خطب طويل. وكان في مخاطبته للمعتضد أن قال: لو شويتني على النار ما زدتك على ما سمعت مني ولم أقر على من دعوت الناس إلى طاعته وأقررت بإمامته فاصنع ما أنت له صانع فقال المعتضد: لسنا نعذبك إلا بما ذكرت.
فذكر أنه جعل في حديدة طويلة أدخلت في دبره وأخرجت من فمه وأمسك بأطرافها على نار عظيمة حتى مات بحضرة المعتضد 1. فهل نصدق بأن من كتم إذاعة فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام وتربص لأبنائه بكل مرصاد ولم يطع لعلي في اليقظة أمرا هو نفسه الذي يشرح صدره ويفتح ذراعيه ليحضن أبناء علي امتثالا لما تعهد به في أضغاث أحلامه.. هيهات أن يكون ما فعله بحسن نية تجاه أولاد علي (ع).
وعلى كل حال فقد شكلت نقابات للطالبيين يشرف عليها في كل بلد نقيب ويشرف على النقباء نقيب يعينه السلطان يسمى نقيب النقباء مهمتهم جميعا جرد الطالبيين كافة في سجلاتهم بحجة تمييزهم عن غيرهم. ولما حانت فرصة تدوين الأنساب كانت هذه الدواوين المرجع لمن أراد الاطلاع على نسب الطالبيين، ولأجل توجيه ضربة معنوية قاضية إلى كل من سولت له نفسه من الطالبيين بالابتعاد عن هذه