كلامه ثم عند تعرضه لادعاء بني عبيد ولاة مصر يقول: قد ادعوا أول أمرهم إلى عبد الله بن جعفر بن محمد هذا ولما صح عندهم أن ... الخ. ومن المعلوم أن الأفطح هو عبد الله بن جعفر الصادق (ع) وأنه هو الذي ادعى الإمامة وهو الذي لم يعقب.
وهكذا وقع الكثيرون منهم في هذا الخلط، ولم يميزوا بين هذا و ذاك، فاستفاضت كلمة لم يعقب وسرت إلى عبد الله ابن الباقر (ع).
ومن المحتمل جدا أن يكون سبب انتشار هذه الكلمة هو عبد الله بن الصادق (ع) إذ بادعائه الإمامة ودعوة الناس إلى نفسه واتباعه جمع من الشيعة وقع في لسان القاصي والداني، ومثله إذا مات فلا ريب في اشتهار جوانب من حياته بين الناس كعقبه مثلا. ولما علموا أنه لم يعقب شاعت هذه العبارة أن عبد الله لم يعقب. ولما كان عبد الله بن الإمام الباقر (ع) بعيدا عن الأضواء وجرى على لسان البعض أطلاق لقب الأفطح عليه اشتباها. لذا شمله ما هو منسوب إلى ابن الصادق (ع) فمن تلك الشائعات ادعائه الإمامة وأنه لم يعقب.
وأخيرا إليك قول الشيخ المفيد الصريح في أن أحدا من أبناء الإمام الباقر (ع) - غير الصادق (ع) - لم يدع الإمامة ولم يعتقد في أحد منهم الإمامة لإثبات مدعانا أن عبد الله ابن الباقر (ع) لم يدع الإمامة.
قال المفيد: ولم يعتقد في أحد من ولد أبي جعفر (ع) الإمامة إلا في أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) خاصة 1.