إمامة بقية الأئمة - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٤
السنة بل الشيعة (1).
فهذا قول من أقوالهم، وهو من البيهقي، ثم هذا قول ابن كثير باعتراضه على البيهقي حيث يقول بأن لازم كلامكم إخراج علي والحسن من الاثني عشر.
ولو أردتم التفصيل، فراجعوا: شرح النووي على صحيح مسلم، راجعوا فتح الباري في شرح صحيح البخاري، وراجعوا تفصيل كلام ابن كثير في تاريخه، فقد ذكروا في هذه الكتب أن بعضهم أخرج الإمام عليا (عليه السلام) والحسن من الأئمة الاثني عشر، وأدخلوا في مقابلهما ومكانهما معاوية ويزيد ابن معاوية وأمثالهما (2).

(١) البداية والنهاية المجلد ٣ الجزء ٦ / ٢٤٩ - ٢٥٠ - دار الفكر - بيروت.
(٢) لنا بحث طويل حول هذا الحديث، يقع في جهتين:
الأولى: في تحقيق الوجوه التي ذكرها القوم في معناه، ونقدها واحدا واحدا.
والثانية: في بيان معناه على ضوء الأدلة المتقنة من الكتاب والسنة، لا سيما سائر الأحاديث الصحيحة الواردة في الموضوع، لأن الحديث يفسر بعضه بعضا.
وبعبارة أخرى: يتكون البحث في معنى هذا الحديث من فصلين:
أحدهما: في الموانع عن انطباق الحديث على الأشخاص الذين ذكرهم القوم والثاني: في مصاديقه الذين قصدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكل ذلك بالنظر إلى الأحاديث الصحيحة وأخبار أولئك الأشخاص المدونة في كتب السير والتواريخ.
هذا، وقد توافق القوم على ذكر جملة من ملوك بني أمية في عداد الخلفاء الاثني عشر، وذلك باطل بالنظر إلى أن الحديث في الخلفاء لا الملوك وبالنظر إلى ما ورد في كتب الفريقين في ذم بني أمية، لا سيما الحديث المعتبر بتفسير قوله تعالى:
(... والشجرة الملعونة في القرآن) [الإسراء: 60] من أن المراد بنو أمية.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 29 30 ... » »»
الفهرست