أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٠
متلاحمة فلا معنى لأن يبقى ما يقارب مليار إنسان مسلم تحت سيطرة القوى الأجنبية، لو أن هذه القدرة الإلهية الكبرى تقترن بقوة الإيمان، ونسير جميعا متآخين على طريق الإسلام فلا تستطيع أية قوة أن تتغلب علينا.
وأكد (قدس سره) على مغزى سر انتصار المسلمين في صدر الإسلام الأول رغم قلة عددهم وتواضع إمكانياتهم، وانكسارهم في الوقت الحاضر مع عظم إمكانياتهم وكثرة عددهم بقوله:
يا مسلمي العالم ماذا دهاكم فقد دحرتم في صدر الإسلام بعدة قليلة جدا القوى العظمى، وأوجدتم الأمة الكبرى الإسلامية الإنسانية، واليوم وأنتم تقربون من مليار إنسان، وتملكون مخازن الخيرات الكبرى التي هي أكبر حربة، تقفون أمام العدو بمثل هذا الضعف والانهيار، أتعلمون أن كل مآسيكم تكمن في التفرقة والاختلاف بين زعماء بلدانكم وبالتالي بينكم أنتم أنفسكم.
وقال أيضا: إثارة الاختلافات بين المذاهب الإسلامية من الخطط الإجرامية التي تدبرها القوى المستفيدة من الخلافات بين المسلمين، بالتعاون مع عملائها الضالين بمن فيهم وعاظ السلاطين المسودة وجوههم أكثر من سلاطين الجور أنفسهم، وهؤلاء يؤججون نيران هذه الاختلافات باستمرار، وكل يوم يرفعون عقيرتهم بنعرة جديدة، وفي كل مرحلة ينفذون خطة لإثارة الخلافات، آملين بذلك هدم صرح الوحدة بين المسلمين من أساسه.
وهكذا فإن الصورة تبدو أكثر وضوحا عند قراءة سلسلة خطب الإمام الخميني وتوصياته المستمرة إلى عموم المسلمين وخصوصا في مواسم الحج التي تؤلف أفضل تجمع إسلامي تشارك فيه أعداد ضخمة من المسلمين، ومن شتى بقاع المعمورة في مؤتمر ضخم لا بد من أن يكرسه المسلمون لتدارس أمورهم وعلاج مشاكلهم ومناقشة معتقداتهم، حيث إن الإمام (قدس سره) كان يواظب على إثارة هذه
(١٠)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»