أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٦٧٧
لا تسألني غيره؟ ويلك ابن آدم ما أغدرك! فلا يزال يدعو فيقول: لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: ربي أدخلني الجنة، ثم يقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره؟ ويلك يا بن آدم ما أغدرك! فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك (الله)، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها... " الحديث (1).
ورواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، مع اختلاف يسير (2).
ورواه أيضا عن أبي سعيد الخدري باختلاف غير يسير في المتن وفيه: " حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله تعالى من بر وفاجر أتاهم رب العالمين سبحانه وتعالى في أدنى صورة من التي رأوه فيها، قال: فما تنتظرون تتبع كل أمة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نشرك بالله شيئا، مرتين أو ثلاثا، حتى أن بعضهم ليكاد أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فيكشف عن ساق، فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه، إلا أذن الله له بالسجود، ولا يبقى من كان يسجد اتقاء ورياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه... " الحديث (3).
وقد نقل الحديث في مواضع من الصحيحين بتلخيص، ورواه أحمد في مسنده (4).

(١) البخاري، الصحيح ٨: ١١٨ باب الصراط جسر جهنم، ولاحظ ١: ١٥٦.
(٢) صحيح مسلم ١: ١١٣ باب معرفة طريق الرؤية.
(٣) صحيح مسلم ١: ١١٥ باب معرفة طريق الرؤية.
(4) مسند أحمد بن حنبل 2: 368.
(٦٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 672 673 674 675 676 677 678 679 680 681 682 ... » »»