أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٦٠٦
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقول - أحسبه قال -: وما ذنبهما؟! ثم قال: لا يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه (1).
ولما كان إسلام كعب الأحبار بعد رحيل الرسول، لذلك تعذر عليه إسناد ما رواه من أساطير إلى النبي الأكرم، ولو أنه أدرك شيئا من حياته (صلى الله عليه وآله) وإن كان قليلا لنسب تلك الأساطير إليه، ولكن حالت المشيئة الإلهية دون أمانيه الباطلة، ولكن أبا هريرة لما صحب النبي واستحسن الظن بكعب الأحبار، وكان أستاذه في الأساطير نسب الرواية إلى النبي (صلى الله عليه وآله).
هذا نموذج قدمته إلى القراء لكي يقفوا على دور الأحبار والرهبان في نشر البدع اليهودية والنصرانية بين المسلمين، وأن لا يحسنوا الظن بمجرد النقل من دون التأكد من صحته.
هذا غيض من فيض وقليل من كثير مما لعب به مستسلمة اليهود والنصارى في أحاديثنا وأصولنا، ولولا أنه سبحانه قيض في كل آن رجالا مصلحين كافحوا هذه الخرافات وأيقظوا المسلمين من السبات، لذهبت هذه الأساطير بروعة الإسلام وصفائه وجلاله.
كعب الأحبار وتركيزه على التجسيم والرؤية إن المتفحص فيما نقل عن ذلك الحبر يقف على أنه كان يركز على فكرتين يهوديتين: الأولى فكرة التجسيم، والثانية رؤية الله تعالى.
يقول عن الفكرة الأولى: إن الله تعالى نظر إلى الأرض فقال: إني واطئ على بعضك، فاستعلت إليه الجبال، وتضعضعت له الصخرة، فشكر لها ذلك، فوضع

(١) تفسير ابن كثير ٤: ٤٧٥ ط دار الإحياء.
(٦٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 601 602 603 604 605 606 607 608 609 610 611 ... » »»