أضواء على عقائد الشيعة الإمامية - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٢٩
بينهم، فكيف وإنما هي أموالهم " (1).
9 - روى المبرد: قال الأشعث بن قيس لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وأتاه يتخطى رقاب الناس وعلي على المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحمراء على قربك، قال: فركض على المنبر برجله، فقال صعصعة بن صوحان العبدي: ما لنا ولهذا؟ - يعني الأشعث - ليقولن أمير المؤمنين اليوم في العرب قولا لا يزال يذكر، فقال علي: " من يعذرني من هذه الضياطرة، يتمرغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمار، ويهجر قوم للذكر، فيأمرني أن أطردهم، ما كنت لأطردهم فأكون من الجاهلين، والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدءا " (2).
هذه الشواهد الكثيرة توقفنا على السبب الحقيقي لتوجه الفرس والموالي إلى آل البيت، وأنه لم يكن إلا لصمودهم في طريق تحقيق العدل والمساواة، والمكافحة ضد العنصرية والتعصب.
3 - سببان مزعومان: الإصهار، وإرادة هدم الإسلام:
أولا: هل الإصهار كان سببا للولاء:
روى الزمخشري في ربيع الأبرار وغيره: أن الصحابة جاءوا بسبي فارس في خلافة الخليفة الثاني كان فيهم ثلاث بنات ليزدجرد، فباعوا السبايا، وأمر الخليفة ببيع بنات يزدجرد فقال الإمام علي: " إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة غيرهن " فقال الخليفة: كيف الطريق إلى العمل معهن؟ فقال: " يقومن ومهما بلغ ثمنهن قام به من يختارهن " فقومن فأخذهن علي فدفع واحدة لعبد الله بن عمر،

(١) المفيد، المجالس: ٥٧ طبعة النجف.
(٢) الكامل ٢: ٥٣، ط مصر سنة 1339 ه‍.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»