أحاديث فدك في مصادر الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ٥٧
والبيهقي في " السنن ا لكبري " (9 / 431) / 13000 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن قرقوب التمار بهمدان، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا أبو اليمان، أنا شعيب عن الزهري، أخبرني مالك بن أوس بن الحدثان البصري، أن عمر بن الخطاب دعاه بعد ما ارتفع النهار قال: فدخلت عليه فإذا هو جالس على رمال سرير ليس بينه وبين الرمال فراش، متكئا على وسادة من أدم فقال: يا مالك إنه قد قدم من قومك أهل أبيات حضروا المدينة، قد أمرت لهم برضخ فاقبضه فاقسمه بينهم فقلت له: يا أمير المؤمنين لو أمرت بذلك غيري.
فقال: اقبضه أيها المرء فبينا أنا عنده إذ جاء حاجبه يرفأ فقال: هل لك في عثمان وعبد الرحمن والزبير وسعد يستأذنون؟
فقال: نعم. فأدخلهم فلبث قليلا ثم جاده فقال: هل لك في علي والعباس يستأذنان؟ قال: نعم فأذن لهما فلما دخلا قال عباس: يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا لعلي وهما يختصمان في انصراف الذي أفاء الله على رسوله من أموال بني النضير فقال الرهط: يا أمير المؤمنين! اقض بينهما، وأرح أحدهما من الآخر فقال عمر: اتئدوا أناشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض هل تعلمون أن النبي قال:
" لا نورث ما تركنا صدقة " قالوا: قد قال ذلك فأقبل عمر على علي وعباس عليهما السلام فقال: أنشدكما بالله!
أتعلمان أن النبي قال ذلك؟ قالا: نعم. قال: فإني أحدثكم عن هذا الأمر أن الله كان خص رسوله من هذا الفئ بشئ لم يعطه أحدا غيره فقال:
" ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير " وكانت هذه خالصة لرسول الله فوالله ما احتازها دونكم ولا استأثرها عليكم، لقد أعطاكموها وبثها فيكم حتى بقي منها هذا المال، فكان رسول الله ينفق على أهله نفقة سنتهم من هذا المال، ثم يأخذ ما بقي فيجعله مجعل مال الله فعمل بذلك رسول الله حياته، ثم توفي رسول الله فقال أبو بكر: فأنا ولي رسول الله فقبضه أبو بكر فعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأنتم حينئذ، وأقبل على علي وعباس: " تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان " والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق، ثم توفى الله أبا بكر فقلت:
أنا ولي رسول الله وأبي بكر فقبضته سنتين من إمارتي أعمل فيه بمثل ما عمل فيه رسول الله وبما عمل فيه أبو بكر وأنتم حينئذ. وأقبل على علي والعباس عليهما السلام " تذكران أني فيه كما تقولان " والله يعلم أني فيه لصادق راشد تابع للحق، ثم جئتماني كلامكما وكلمتكما واحدة وأمركما جميع فجئتني يعني عباسا، فقلت لكما:
أن رسول الله. قال: " لا نورث ما تركنا صدقة "...
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»