أحاديث أهل البيت (ع) عن طرق أهل السنة - مهدي الحسيني الروحاني - ج ١ - الصفحة ٤٧٨
وعمر بن الخطاب، ثم الله أعلم بالخير أين هو، ولئن كنت رأيتهما يفعلان ذلك فإنهما ليعلمان أن فضل الماشي خلفها على الماشي أمامها كفضل صلاة المكتوبة على صلاة التطوع، كما يعلمان أن دون غد ليلة، ولقد سمعا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما سمعت، ولكنهما كرها أن يجتمع الناس ويتضايقوا، فأحبا أن يتقدما وأن يسهلا، وقد علما أنه يقتدى بهما، فمن أجل ذلك تقدما، فقال أبو سعيد: يا أبا حسن أرأيت إن شهدت الجنازة، أحملها واجب على من شهدها؟ قال: لا، ولكنه خير، فمن شاء أخذ ومن شاء ترك، فإذا أنت شهدت الجنازة فقدمها بين يديك، واجعلها نصبا بين عينيك، فإنما هي موعظة وتذكرة وعبرة، فإن بدا لك أن تحمله فانظر إلى مقدم السرير، فانظر إلى جانبه الأيسر فاجعله على منكبك الأيمن، فإذا جئت المقبرة فصليت عليها فلا تجلس وقم على قبره فإنك ترى أمرا عظيما، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: أخوك أخوك، كان ينافسك في الدنيا، ويشاحك فيها، تضايق به سهولة الأرض قصورا، فإذا هو يدخل في جوف قبر، منحرفا على جنبه، فإن لم يدعوك فلا تدع أن تقوم حتى يدلى في حفرته وإن قاتلوك قتالا (1).
- [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية لابن حجر ج 1 ح 732] أبو امامة قال: قال أبو سعيد الخدري لعلي: يا أبا الحسن أخبرنا عن المشي مع الجنازة، أي ذلك أفضل؟ فقال علي: والله إن فضل الماشي خلفها كفضل المكتوبة على التطوع، قال أبو سعيد: فوالله ما جلست منذ شهدت جنازة شهدها أبو بكر وعمر فرأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها، فقال: يغفر الله لهما، إن خيار هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر، ثم الله أعلم بالخير أين هو، وإن كنت رأيتهما فعلا ذلك لقد

(١) قال محقق الكتاب: نقله الزيلعي عن المصنف مختصرا، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية كما في نصب الراية ج ٢ ص ٢٩١، وأخرجه البزار عن أبي سعيد الخدري ناقصا كما في مجمع الزوائد ج ٣ ص ٤٤. وأما الكلمتان في آخره فقد تبين لي صوابهما بالرجوع إلى المطالب العالية، وقد كانتا في الأصل (فأتوا لععالا)، نقله الحافظ في المطالب من مسند إسحاق بن راهويه، ثم وجدت في نسخة (ز) كما في المطالب.
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»