بحث حول الولاية - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٦٤
بالامكان أن يضمن سلامة مستقبل الدعوة وصيانة التجربة من الانحراف في خط نموها، وهكذا كان.
وليس ما تواتر عن النبي (ص) من النصوص التي تدل على أنه كان يمارس إعدادا رساليا وتثقيفيا عقائديا خاصا لبعض الدعاة على مستوى يهيئه للمرجعية الفكرية والسياسية، وأنه (ص) قد عهد إليه بمستقبل الدعوة وزعامة الأمة من بعده فكريا وسياسيا، ليس هذا إلا تعبيرا عن سلوك القائد الرسول للطريق الثالث الذي كانت تعرضه، وتدل عليه قبل ذلك طبيعة الأشياء كما عرفنا.
ولم يكن هذا الشخص الداعي المرشح للإعداد الرسالي والقيادي والمنصوب لتسلم مستقبل الدعوة وتزعمها فكريا وسياسيا، إلا علي بن أبي طالب عليه السلام الذي رشحه لذلك عمق وجوده في كيان الدعوة، وإنه المسلم الأول والمجاهد الأول في سبيلها عبر كفاحها المرير ضد
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»