[شبهة ابن كثير حول صوم يوم الغدير] فإذا وضح لديك ذلك فهلم معي إلى ما يتعقبه ابن كثير (1) هذا الحديث، ويحسب أنه حديث منكر بل كذب، لما روي من نزول الآية يوم عرفة من حجة الوداع!
وإن تعجب فعجب أن يجزم جازم بمنكرية أحد الفريقين في الروايات المتعارضة وهما متكافئان في الصحة، فليت شعري أي مرجح في الكفة المقابلة لحديثنا بالصحة، وما المطفف في الميزان في كفه هذا الحديث؟! مع إمكان معارضة ابن كثير بمثل قوله في الجانب الآخر، لمخالفته لما أثبتناه من نزول الآية الكريمة، وهل لمزعمة ابن كثير مبرر؟ غير أنه يهوى أن يزحزح القرآن الكريم عن هذا النبأ العظيم! وإلا لكان في وسعه أن يقول كما قال سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18 : بإمكان نزولها مرتين (2)، كما وقع في البسملة وآيات أخرى قدمنا ذكرها ص 257 (3).