المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير - الشيخ الأميني - الصفحة ٩٥
إن أمير المؤمنين أمرني أن أحضر معي غدا مع الفجر أربعين رجلا، كلهم فقيه يفقه ما يقال له، ويحسن الجواب، فسموا من تظنونه يصلح لما يطلب أمير المؤمنين ، فسمينا له عدة، وذكر هو عدة، حتى تم العدد الذي أراد، وكتب تسمية القوم وأمر بالبكور في السحر، وبعث إلى من يحضر فأمره بذلك، فغدونا عليه قبل طلوع الفجر، فوجدناه قد لبس ثيابه وهو جالس ينتظرنا، فركب وركبنا معه حتى صرنا إلى الباب، فإذا بخادم واقف، فلما نظر إلينا قال: يا أبا محمد أمير المؤمنين ينتظرك، فأدخلنا، فأمرنا بالصلاة فأخذنا فيها، فلم نستتمها حتى خرج الرسول، فقال: ادخلوا، فدخلنا فإذا أمير المؤمنين جالس على فراشه... إلى أن قال: ثم قال: إني لم أبعث فيكم لهذا، ولكنني أحببت أن أبسطكم أن أمير المؤمنين أراد مناظرتكم في مذهبه الذي هو عليه، والذي يدين الله به. قلنا:
فليفعل أمير المؤمنين وفقه الله.
فقال: إن أمير المؤمنين يدين الله على أن علي بن أبي طالب خير خلفاء الله بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأولى الناس بالخلافة له. قال إسحاق:
فقلت: يا أمير المؤمنين إن فينا من لا يعرف ما ذكر أمير المؤمنين في علي، وقد دعانا أمير المؤمنين للمناظرة.
فقال: يا إسحاق اختر، إن شئت سألتك أسألك، وإن شئت أن تسأل فقل .
قال إسحاق: فاغتنمتها منه، فقلت: بل أسألك يا أمير المؤمنين. قال: سل .
قلت: من أين قال أمير المؤمنين: إن علي بن أبي طالب أفضل الناس بعد رسول الله وأحقهم بالخلافة بعده؟ قال: يا إسحاق خبرني عن الناس بم يتفاضلون ، حتى يقال: فلان أفضل من فلان؟ قلت: بالأعمال الصالحة. قال: صدقت.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 » »»