المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير - الشيخ الأميني - الصفحة ٨٨
- البداية والنهاية - تنم عن لسانه البذي، ويده الجانية على ودائع النبي الأعظم فضائل آل الله، وعن قلبه المحتدم بعداتهم، فتراه يسب ويشتم من والاهم ويمدح ويثني على من ناواهم، وينبز الصحاح من مناقبهم بالوضع، ويقذف الراوي لها على ثقته بالضعف، كل ذلك تحكما منه بلا دليل، ويحرف الكلم عن مواضعها، ولو ذهبنا لنذكر كل ما فيه من هذا القبيل لجاء منه كتاب ضخم، وحسبك من تحريفه ما ذكره من حديث بدء الدعوة النبوية عند نزول قوله تعالى: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ (1) قال في تاريخه (2) (3 / 40) بعد ذكر الحديث الوارد في الآية الشريفة من طريق البيهقي.
وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن محمد بن حميد الرازي... وساق إلى آخر السند ثم قال: وزاد بعد قوله:
" وإني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وكذا وكذا؟ قال:
فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت - ولأني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا -: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، فقال: إن هذا أخي وكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا.
قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ".
وبهذا اللفظ ذكره في تفسيره (3 / 351)، وقال: وقد رواه أبو جعفر بن جرير عن ابن حميد... إلى آخره حرفيا.
وها نحن نذكر لفظ الطبري بنصه حتى يتبين الرشد من الغي.

(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»