الصراع بين الإسلام والوثنية - الشيخ الأميني - الصفحة ٣٩
رواه عنترة عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال: أنت قسيم الجنة والنار في يوم القيامة، تقول للنار: هذا لي وهذا لك، وبهذا اللفظ رواه ابن حجر في الصواعق 75.
ويعرب عن شهرة هذا الحديث النبوي بين الصحابة إحتجاج أمير المؤمنين (عليه السلام) به يوم الشورى بقوله: أنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي؟ أنت قسيم الجنة يوم القيامة غيري؟ قالوا:
اللهم لا. والأعلام ترى هذه الجملة من حديث الإحتجاج صحيحا، وأخرجه الدارقطني كما في الإصابة 75.
ويرى ابن أبي الحديد استفاضة كلا الحديثين النبوي والمناشدة العلوية، فقال في شرحه 2 من 448: فقد جاء في حقه الخبر الشائع المستفيض: إنه قسيم النار والجنة، وذكر أبو عبيد الهروي في الجمع بين الغريبين: أن قوما من أئمة العربية فسروه فقالوا: لأنه لما كان محبه من أهل الجنة ومبغضه من أهل النار، كان بهذا الاعتبار قسيم النار والجنة. قال أبو عبيد: وقال غير هؤلاء: بل هو قسيمها بنفسه في الحقيقة، يدخل قوما إلى الجنة وقوما إلى النار، وهذا الذي ذكره أبو عبيد أخيرا هوما يطابق الأخبار الواردة فيه: يقول للنار: هذا لي فدعيه، وهذا لك فخذيه (1).

(1) شرح نهج البلاغة، تحيق محمد أبو الفضل إبراهيم 9: 165.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»