إيمان أبي طالب - الشيخ الأميني - الصفحة ٣٩
منامه ويضجع ابنه عليا مكانه، فقال له علي ليلة: " يا أبت إني مقتول "، فقال له:
أصبرن يا بني فالصبر أحجى * كل حي مصيره لشعوب قد بذلناك والبلاء شديد * لفداء لحبيب وأبن الحبيب لفداء الأغر ذي الحسب الثاقب * والباع والكريم النجيب إن تصبك المنون فالنبل تبرى (1) * فمصيب منها وغير مصيب كل حي وإن تملى بعمر (2) * آخذ من مذاقها بنصيب فأجاب علي بقوله:
أتأمرني بالصبر في نصر أحمد * ووالله ما قلت الذي قلت جازعا ولكنني أحببت أن ترى نصرتي * وتعلم أني لم أزل لك طائعا سأسعى لوجه الله في نصر أحمد * نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا وذكره ابن أبي الحديد (3) نقلا عن الأمالي (3 / 310) وهناك تصحيف في البيت الثاني والثالث من أبيات أبي طالب صححناه من طبقات السيد على خان الناقل عن شرح ابن أبي الحديد المخطوط، وذكر القصة أبو علي الموضح العمري العلوي كما في كتابه الحجة (4) (ص 69).
قل الأميني: إن القرابة والرحم تبعثان إلى المحاماة إلى حد محدود، لكنه إذا بلغت حد التضحية بولد كأمير المؤمنين هو أحب العالمين إلى والده، فهناك يقف التفاني

(١) في بعض المصادر: تترى (المؤلف).
(٢) في المصادر مخطوطة عتيقة: كل حي وإن تطاول عمرا. (المؤلف) (٣) شرح نهج البلاغة: ١٤ / ٦٤ كتاب ٩.
(٤) الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب: ص 275.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»