ولأجله عاد قريش بعدما * سلكوا سبيل الغي والإفساد ورآهم متعاضدين ليقتلوا * خير البرية سيد الأمجاد فسطا بعزم ناله من معشر * شم الأنوف مصالت أنجاد وانصاع يفدي أحمد في نفسه * والجاه والأموال والأولاد وأقام ينصره إلى أن أصبحت * تزهو شريعته بكل بلاد أفديه من صاد لواء للهدى * يحمي لأفصح ناطق بالضاد قد كان يعلم أنه المختار من * رب السماء عميد كل عماد ولقد روى عن أنبياء جدوده * فيه حديثا واضح الإسناد وعلا به عينا على كل الورى * إذ قال فيه بمطرب الإنشاد إن أبن آمنة النبي محمدا * عندي يفوق منازل الأولاد (1 راعيت فيه قرابة موصولة * وحفظت فيه وصية الأجداد يا والد الكرار والطيار والأطهار * أبناء النبي الهادي كم معجز أبصرته من أحمد * باهلت فيه معاشر الحساد من لصق أحجار ومزق صحيفة * ونزول أمطار ونطق جماد لا فخر إلا فخرك السامي الذي * فقئت به أبصار أهل عناد إن المكارم لو رأت أجسادها * عين رأتك الروح للأجساد شكر الإله فعالك العز التي * فرحت بها أملاك سبع شداد لله همتك التي خضعت لها * من خوف بأسك شامخ الأطواد لله هيبتك التي رجفت بها * أعداء مجدك عصبة الإلحاد لله كفك كم بها من معدم * أحييت في الإصدار والإيراد إلى آخر.
(١٠٧)