إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٤٠
ذلك شئ يقصرهم؟ قال (عليه السلام): نعم إذا قصروا في حقوق إخوانهم ولم يشاركوهم في أموالهم ولم يشاوروهم في سر أمورهم وعلانيتهم واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك تسلب المعروف وتسلخ من دونه سلخا ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها ما لا يطيقه ولا يحتمله من الإرجاع في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر إخوانه.
قال جابر: فاغتممت والله غما شديدا وقلت: يا بن رسول الله ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال (عليه السلام): يفرح لفرحه ويحزن إذا حزن وينفذ أموره كلها فيحصلها ولا يغتم بشئ من حطام الدنيا الفانية إلا واساه حتى يجريا في الخير والشر في قرن واحد. قلت: يا سيدي فكيف أوجب الله كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟ قال: لأن المؤمن لأبيه وأمه على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحق بما يملكه. قال جابر: سبحان الله ومن يقدر على ذلك؟ قال (عليه السلام) : من يريد أن يقرع أبواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلام. قال جابر: فقلت: هلكت والله يا بن رسول الله لأني قصرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنه يلزمني من التقصير كل هذا ولا عشره وأنا أتوب إلى الله تعالى يا بن رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين (1).

1 - البحار: 26 / 17 ح 2.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»