إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٧
يصلي فانتظرناه حتى فرغ من صلاته وأقبل علينا فقال: يا محمد ما خبر الناس؟
فقال: ذلك لقد رأى من قدرة الله عز وجل ما لا زال متعجبا منها. قال جابر: فقلت: يا سيدي إن سلطانهم سألنا أن نسألك أن تحضر إلى المسجد حتى يجتمع الناس [يدعون] ويتضرعون إلى الله عز وجل ويسألونه الإقالة. قال: فتبسم ثم تلا * (أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) * (1) وقرأ * (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) * (2) فقلت: يا سيدي العجب أنهم لا يدرون من أين أتوا. قال: أجل ثم تلا * (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وكانوا بآياتنا يجحدون) * (3) وهي والله آياتنا وهذه أحدها وهي والله ولايتنا. يا جابر ما تقول في قوم أماتوا سنتنا وتولوا أعداءنا وانتهكوا حريمنا فظلمونا وغصبونا وأحيوا سنن الظالمين وساروا بسيرة الفاسقين. قال جابر: الحمد لله الذي من علي بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفقني لطاعتكم وموالاة مواليكم ومعاداة أعدائكم.
قال صلوات الله عليه: يا جابر أتدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولا ثم معرفة المعاني ثانيا ثم معرفة الأبواب ثالثا ثم معرفة الإمام رابعا ثم معرفة الأركان خامسا ثم معرفة النقباء سادسا ثم معرفة النجباء سابعا وهو قوله تعالى * (ولو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا) * (4) وتلا أيضا * (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) * (5) يا جابر: مالك أمركم إثبات التوحيد ومعرفة المعاني، أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه.
أما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم، اخترعنا من نور ذاته وفوض إلينا أمور عباده، فنحن نفعل بإذنه ما نشاء ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا أردنا أراد الله، ونحن أحلنا الله هذا

(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 ... » »»