إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣١٧
الضارية والسباع العادية فأشار إلى الخليفة وقال: إلقه نحو الأسود، فحار عقلي وطاش لبي وقلت في نفسي: إني لا أفعل ذلك ولو أني أقتل، فقرب (عج) من أذني فقال لي: لا تخف وألقني، فلما سمعت من سيدي ومولاي ذلك ألقيته نحو الأسود بلا تأمل، فتبادرت وتسابقت الأسود نحوه وأخذوه بأيديهم في الهواء، ووضعوه على الأرض برفق ولين ورجعوا إلى القهقرى مؤدبين كأنهم العبيد بين يدي الموالي واقفين، ثم تكلم واحد منهم بلسان فصيح، وشهد بوحدانية الباري عز شأنه وبرسالة النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) وبإمامة علي المرتضى والزكي المجتبى والشهيد بكربلا وعن الأئمة واحدا واحدا، ثم قال: يا بن رسول الله لي إليك الشكوى فهل تأذن لي؟ فأذن له فقال: إني هرم وهذان شابان فإذا جئ إلينا بطعمة ما يراعياني، ويأكلان الطعمة قبل أن أكمل فأبقى جائعا، قال (عج): مكافأتهما أن يصيرا مثلك وتصير مثلهما، فلما قال هذا الكلام فإذا صار كما قال، وصارا كما أراد، فعرض لهما الهرم وعاد له الشباب ما شاء الله، فلما رأى الحاضرون كبروا جميعا من غير اختيار، وفزع الخليفة ومن كان معه وتغيرت ألوانهم، فأمر برده إلى أبيه العسكري (عليه السلام)، فعدت ضاحكا شاكرا لله حامدا له، فأتيت به إلى أبيه وقصصت عليه القصة فأمرني برده إلى السرداب فذهبت به (1).

1 - لم أجده في المصادر.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»