من رآه في حياة أبيه (عليهما السلام) الفرع الرابع من رآه في حياة أبيه الأول: ممن رآه حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى (عليهم السلام) عمة الحسن العسكري، فإنها رأت القائم ليلة مولده وبعد ذلك: عن نسيم ومارية قالتا: لما خرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا بسبابتيه نحو السماء فعطس فقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبد الله أولا وآخرا غير مستنكف ولا مستكبر، ثم قال: زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ولو أذن الله لنا لزال الشك (1).
الثاني: ممن رآه في حياة أبيه (عليهما السلام): في كشف الغمة عن أبي بصير الخادم قال: دخلت على صاحب الزمان وهو في المهد فقال لي: علي بالصندل الأحمر، فأتيته به فقال:
أتعرفني؟ قلت: نعم، أنت سيدي وابن سيدي، فقال: ليس عن هذا سألتك، فقلت: فسر لي. فقال: أنا خاتم الأوصياء، وبي يرفع الله البلاء من أهل شيعتي (2).
الثالث: ممن رآه في حياة أبيه (عليهما السلام): وفيه عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال:
وجه قوم من المفوضة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد قال: فقلت في نفسي: لئن دخلت عليه أسأله عن الحديث المروي عنه: لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي، وكنت جلست إلى باب عليه ستر مسبل، فجاءت الريح فكشفت طرفه وإذا أنا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي: يا كامل بن إبراهيم، فاقشعررت من ذلك فقلت: لبيك يا سيدي. قال: جئت إلى ولي الله تسأله: لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك؟
قلت: إي والله. قال: إذا والله يقل داخلها والله إنه ليدخلنها قوم يقال لهم " الحقية ". قلت: ومن هم؟ قال: هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله، إنهم قوم يعرفون ما تجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلا من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها. ثم قال:
وجئت تسأل عن مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله فإذا شاء الله شئنا والله يقول * (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) * (3) فقال لي أبو محمد: ما جلوسك فقد أنبأك