ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز * (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) * (1) فالصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) والصلاة إقامة ولايتي فمنها قال الله تعالى * (وإنها لكبيرة) * ولم يقل وإنهما لكبيرة لأن الولاية كبير حملها على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون بفضلي لأن أهل الأقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد (صلى الله عليه وآله) ليس بينهم خلاف، وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل، وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال * (وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين) *.
وقال الله تعالى في موضع آخر في كتابه العزيز في نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) وفي ولايتي فقال عز وجل * (وبئر معطلة وقصر مشيد) * (2) فالقصر محمد (صلى الله عليه وآله) والبئر المعطلة ولايتي عطلوها وجحدوها، ومن لم يقر بولايتي لم ينفعه الإقرار بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله)، ألا إنهما مقرونان، وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) نبي مرسل وهو إمام الخلق ووصي محمد (صلى الله عليه وآله) كما قال النبي (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي مرسل بعدي، وأولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد فمن استكمل معرفتي فهو على الدين القيم كما قال الله تعالى * (ذلك دين القيامة) * وسأبين ذلك بعون الله تعالى وتوفيقه.
يا سلمان ويا جندب! قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال: كنت أنا ومحمد (صلى الله عليه وآله) نورا واحدا من نور الله عز وجل فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشق فقال للنصف: كن محمدا وقال للنصف: كن عليا، فمنها قال رسول الله: علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا علي، وقد وجه أبا بكر ببراءة إلى مكة فنزل جبرئيل فقال: يا محمد. قال:
لبيك. قال: إن الله يأمرك أن تؤديها أنت أو رجل منك، فوجهني في استرداد أبي بكر فرددته فوجد في نفسه وقال: يا رسول الله أنزله في القرآن؟ قال: لا ولكن لا يؤدي إلا أنا أو علي. يا سلمان ويا جندب. قالا: لبيك يا أخا رسول الله. قال: من لا يصلح لحمل صحيفة يؤديها عن رسول الله كيف يصلح للإمامة؟ يا سلمان ويا جندب فأنا ورسول الله نور واحد صار رسول الله محمد المصطفى وصرت أنا وصيه المرتضى، وصار محمد الناطق وصرت أنا الصامت، وإنه لا بد في كل عصر من الأعصار أن يكون فيه ناطق وصامت. يا سلمان صار محمد المنذر