غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ٣٥٤
نزوله في ذلك المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين (عليه السلام) خليفة في الأمة من بعده، وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخره لحضور وقت يأمن الاختلاف منهم عليه، وعلم الله سبحانه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم وأراد الله سبحانه أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين (عليه السلام) وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله سبحانه عليه: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * يعني في استخلاف أمير المؤمنين (عليه السلام) والنص بالإمامة عليه * (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) * (1) فأكد به الفرض عليهم بذلك، وخوفه من تأخير الأمر، وضمن له العصمة ومنع الناس منه، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر بذلك وشرحناه، ونزل المسلمون حوله، وكان يوما قائظا شديد الحر، فأمر (صلى الله عليه وآله) بدوحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها على بعض، ثم أمر مناديا ينادي في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه وإن أكثرهم ليلف ردائه على قدميه من شدة الرمضاء، فلما اجتمعوا صعد (صلى الله عليه وآله) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا أمير المؤمنين فرقى معه حتى قام عن يمينه، ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ فأبلغ في الموعظة، ونعى الأمة نفسه فقال: " إني قد دعيت ويوشك أن أجيب وقد حان مني حفوف (2) من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ". وساق الحديث بطوله (3).
ورواه أبو علي الطبرسي في كتاب أعلام الورى (4).
الثامن والأربعون: (كتاب الأربعين الحديث عن الأربعين) وهو الحديث الأربعون بالإسناد المتصل عن أبي ثابت مولي أبي ذر قال: سمعت أم سلمة (رضي الله عنه) تقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
" علي مع القرآن والقرآن معه، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " (5).
التاسع والأربعون: ابن شهرآشوب في المناقب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لم يمت نبي قط إلا خلف تركة وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " (6).
الخمسون: محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن

(١) المائدة: ٦٧.
(٢) يقال: خف القوم خفوفا أي قلوا.
(٣) الإرشاد: ١ / ١٧٦.
(٤) أعلام الورى: ٢٦٢.
(٥) الأربعون حديثا لابن بابويه: ٧٣ ح ٤٠، ومستدرك الصحيحين: ٣ / ١٢٤.
(٦) مناقب آل أبي طالب: ١ / 202 وفيه زيادة: رب سلم أمة محمد من النار ويسر عليهم الحساب.
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى من طرق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا 5
2 الباب التاسع عشر في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 15
3 الباب العشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة وفيه مائة حديث 23
4 الباب الحادي والعشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق الخاصة وفيه سبعون حديثا 72
5 الباب الثاني والعشرون في أن عليا (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبنيه الأحد عشروهم الأوصياء والأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضافا إلى ما سبق من طريق العامة وفيه سبعون حديثا 144
6 الباب الثالث والعشرون في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم الأئمة الاثنا عشر 185
7 بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث 185
8 الباب الرابع والعشرون في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا 247
9 الباب الخامس والعشرون في أن الأئمة: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اجمالا وتفصيلا هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر: من طريق الخاصة، وفيه خمسون حديثا 270
10 الباب السادس والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا 287
11 الباب السابع والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية علي (عليه السلام) والاقتداء بالأئمة: من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا 296
12 الباب الثامن والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا 304
13 الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا 321