يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع " (1).
التاسع والثمانون: الشيخ في مجالسه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا عمران ابن محضر (2) بن محمد بن عمران بن طاووس الخطيب مولى الصادق (عليه السلام) بالموصل قال: حدثنا إدريس بن زياد الحناط بكفوتوثا قال: حدثنا الربيع بن كامل ابن عم الفضل بن الربيع عن الفضل بن الربيع عن أبيه الربيع بن يونس صاحب (3) المنصور، وكان قبل الدولة كالمنقطع إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) على عهد مروان الحمار فقلت: يا سيدي أخبرني عن سجدة الشكر التي سجدها أمير المؤمنين، فما كان سببها، فحدثني عن أبيه علي (عليه السلام): " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهه في أمر من أمره فحسن فيه بلاؤه وعظم فيه ثناؤه، فلما قدم من وجهه ذلك أقبل إلى المسجد ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قد خرج لصلاة الظهر فصلى معه، فلما انصرف من الصلاة أقبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاعتنقه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم سأله عن سفره ذلك وما صنع فيه، فجعل علي يحدثه وأسارير وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلمع نورا وسرورا بما حدثه، فلما أتى علي (عليه السلام) على حديثه قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أبشرك يا أبا الحسن؟
قال: بلى فداك أبي وأمي فكم من خير بشرت به.
قال: إن جبرائيل هبط علي في وقت الزوال فقال لي: يا محمد، هذا ابن عمك علي وارد عليك وأن الله تعالى أبلى المسلمين به بلاء حسنا وإنه كان من صنيعه كذا وكذا، فحدثني بما أنبأتني به، ثم قال لي: يا محمد إنه نجا من ذرية آدم من تولى شيث بن آدم وصي أبيه، ونجا شيث بأبيه آدم، ونجا آدم بالله عز وجل ونجا من تولى سام بن نوح، وصي نوح ونجا سام بأبيه ونجا نوح بالله عز وجل ونجا من تولى إسماعيل أو قال إسحاق وصي إبراهيم خليل الله، ونجا إسماعيل بأبيه إبراهيم، ونجا إبراهيم (عليه السلام) بالله عز وجل، ونجا من تولى يوشع وصي موسى بيوشع، ونجا يوشع بموسى ونجا موسى بالله عز وجل، ونجا من تولى شمعون وصي عيسى بشمعون، ونجا شمعون بعيسى، ونجا عيسى بالله عز وجل، ونجا يا محمد من تولى عليا وزيرك في حياتك ووصيك عند وفاتك، ونجا علي بك، ونجوت أنت بالله، يا محمد إن الله جعلك سيد الأنبياء وجعل عليا سيد الأوصياء وخيرهم وجعل الأئمة من ذريتكما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فسجد علي (عليه السلام)