السادس والثلاثون: قال علي بن عيسى قال السيد رضي الدين - رحمه الله تعالى - ومما نقلت من تاريخ الخطيب مرفوعا إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة "، قال: فقام العباس (1) فقال فداك أبي ومن هم (2) قال: " أما أنا فعلى دابة الله البراق، وأما أخي صالح فعلى ناقة الله التي عقرت، وعمي حمزة أسد الله وأسد رسوله فعلى ناقتي العضباء، وأخي وابن عمي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة (3) الظهر، رجليها من زمرد أخضر، مذهب (4) بالذهب الأحمر، رأسها من الكافور الأبيض، وذنبها من العنبر الأشهب، وقوايمها من المسك الأذفر، وعنقها من لؤلؤ عليها قبة من نور، باطنها عفو الله، وظاهرها رحمة الله، بيده لواء الحمد فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا هذا ملك مقرب أو نبي مرسل أو حامل عرش رب العالمين.
فينادي مناد من لدن العرش - أو قال من بطنان العرش -: ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش رب العالمين هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم (5)، أفلح من صدقه وخاب من كذبه ولو أن عبدا عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالشن البالي، ولقي الله مبغضا لآل محمد أكبه الله على منخريه في جهنم " (6).
السابع والثلاثون: ومن مناقب موفق بن أحمد الخوارزمي مرفوعا إلى علي (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي إلى السماء حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى (7) وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك وسعديك، قال لقد بلوت (8) خلقي فأيهم رأيت أطوع لك؟
قال: قلت: يا رب عليا، قال: صدقت يا محمد فهل اتخذت لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون؟ قال: قلت: اختر لي فإن خيرتك خيرتي، فقال: قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا، ونحلته حلمي وعلمي (9) وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد