لنا مع الرسول سبيلا، وثبت لنا قدم صدق في الهجرة.
اللهم واجعل محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت لنا حلول جنتك برحمتك والمثوى في دارك والإنابة إلى دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب. ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين فقلت: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (1) وقلت: * (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) * (2) فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه وأن تتم علينا نعمتك وتجعله عندنا مستقرا ولا تسلبناه أبدا ولا تجعله مستودعا فإنك قلت: * (فمستقر ومستودع) * (3) فاجعله مستقرا ولا تجعله مستودعا، وارزقنا نصر دينك مع ولي هاد منصور من أهل بيت نبيك، واجعلنا معه وتحت رايته شهداء صديقين في سبيلك وعلى نصرة دينك ". ثم تسأل بعدها حاجتك للآخرة والدنيا فإنها والله مقضية في هذا اليوم إن شاء الله تعالى (4).
قلت: على هذا نقتصر من روايات الخاصة، والروايات في قصة غدير خم لا تحصى من طريق الخاصة والعامة.
قال الشيخ الفاضل محمد بن علي بن شهرآشوب في فصل قصة غدير خم من كتابه، قال:
العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر وإنما وقع الخلاف في تأويله [وقد بلغ في الانتشار والاشتهار إلى حد لا يوازي به خبر من الأخبار وضوحا وبيانا وظهورا وعرفانا حتى لحق في المعرفة والبيان بالعلم بالحوادث الكبار والبلدان فلا يدفعه إلا جاحد ولا يرده إلا معاند وأي خبر من الأخبار جمع في روايته ومعرفة طرقه أكثر من ألف مجلد من تصانيف العامة والخاصة من المتقدمين والمتأخرين] (5) ذكره محمد بن إسحاق (6)، وأحمد البلاذري (7) ومسلم بن الحجاج (8)، وأبو نعيم