حدثنا إبراهيم (1) قال: حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثنا الحسن بن الحكم النخعي، عن رياح بن الحارث النخعي قال: كنت جالسا عند علي بن أبي طالب (عليه السلام) إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا:
السلام عليك يا مولانا؟ فقال لهم: " أولستم قوما عربا؟ " قالوا بلى. ولكنا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله ". فقال: لقد رأيت عليا (عليه السلام) ضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: " اشهدوا ". ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم: من القوم؟ قالوا نحن رهط من الأنصار، وذلك يعنون رجلا منهم: أبو أيوب صاحب منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فأتيته فصافحته (2).
الثاني والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى عثمان بن سعيد، عن شريك بن عبد الله قال: لما بلغ عليا (عليه السلام) أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي وتفضيله على الناس قال: " أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله وسمع مقالته في يوم غدير خم إلا قام فشهد بما سمع "؟ فقام ستة ممن عن يمينه من أصحاب رسول الله، وستة ممن على شماله من الصحابة أيضا، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك اليوم وهو رافع بيدي علي (عليه السلام): " من كنت مولاه فهذا علي مولاه.
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه " (3).
الثالث والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: روى سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن عمر بن عبد الغفار إن أبا هريرة لما قدم الكوفة مع معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال: يا أبا هريرة؟ أنشدك الله أسمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "؟ فقال: اللهم نعم قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه، ثم قام عنه (4).
الرابع والثمانون: ابن أبي الحديد في الشرح قال: ذكر جماعة من شيوخنا البغداديين إن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن علي (عليه السلام) قائلين فيه السوء ومنهم من كتم