ألا وإني فرطكم، وإنكم تبعي، توشكون أن تردوا علي الحوض، فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ قال، فاعتل (1) علينا ما نقول الآن (2) حتى قام رجل من المهاجرين فقال:
بأبي أنت وأمي يا نبي الله ما الثقلان؟ قال (صلى الله عليه وآله): الأكبر منهما كتاب الله سبب (3) بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي. من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي! فلا تقتلوهم ولا تقهروهم، ولا تقصروا عنهم فأني قد سألت لهما اللطيف الخبير فأعطاني، ناصرهما لي ناصر، وخاذلهما لي خاذل، ووليهما ولي، وعدوهما لي عدو. ألا وإنها لم تهلك أمة قبلكم حتى تدين بأهوائها وتظاهر على نبوتها، وتقتل من قام بالقسط منها، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها وقال: من كنت وليه (4) فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه قالها ثلاثا ".
هذا آخر الخطبة (5).
الثامن والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن طاوان قال: أخبرنا أبو الخير أحمد بن الحسين (6) بن السماك قال: حدثني أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي، حدثني علي بن سعيد بن قتيبة الرملي قال: حدثني حمزة بن ربيعة (7) القرشي، عن مطرق الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب فقال:
" ألست أولى بالمؤمنين (8) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب (9) أصحبت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، فأنزل الله تعالى:
* (اليوم أكملت لكم دينكم) * (10).
التاسع والعشرون: أبو الحسن بن المغازلي الشافعي قال: أخبرنا أبو الحسين علي بن عمر بن