دليل النص بخبر الغدير - الكراجكي - الصفحة ٣٧
دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين صلوات الله عليه اعلم أنه مما يدل أنه المنصوص بالإمامة عليه ما نقله الخاص والعام من أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما رجع من حجة الوداع نزل بغدير خم (1) - ولم يكن منزلا - ثم أمر مناديه فنادى في الناس بالاجتماع، فلما اجتمعوا خطبهم ثم قررهم على ما جعله الله تعالى له عليهم من فرض طاعته، وتصرفهم بين أمره ونهيه بقوله: " ألست أولى بكم منكم بأنفسكم "؟
فلما أجابوه بالاعتراف، وأعلنوا بالإقرار، رفع بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقال - عاطفا على التقرير الذي تقدم به الكلام -: " فمن كنت مولاه فهذا علي

(1) خم في اللغة: قفص الدجاج، فإن كان منقولا من الفعل فيجوز أن يكون مما لم يسم فاعله من قولهم: خم الشئ إذا ترك في الخم، وهو حبس الدجاج، وخم إذا نطف، كله عن الزهري.
قال السهيلي عن ابن إسحاق: وخم بئر كلاب بن مرة، من خمت البيت إذا كنسته، ويقال: فلان مفهوم القلب أي نقيه، فكأنها سميت بذلك لنقائها.
قال الزمخشري: خم اسم رجل صباغ أضيف إليه الغدير الذي هو بين مكة والمدينة بالجحفة، وقيل: هو على ثلاثة أميال من الجحفة، وذكر صاحب المشارق أن خما اسم غيضة هناك وبها غدير نسب إليها، وخم موضع تصب فيه عين بين الغدير والعين، وبينهما مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال عرام: ودون الجحفة على ميل غدير خم وواديه يصب في البحر، لا نبت فيه غير المرخ والثمام والأراك والعشر، وغدير خم هذا من نحو مطلع الشمس لا يفارقه ماء المطر أبدا، وبه أناس من خزاعة وكنانة غير كثير.
وقال الحازمي: خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب " مكة ": بئر خم قريبة من الميثب حفرها مرة بن كعب بن لؤي.
أنظر: معجم البلدان - خم - 2: 389.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 37 38 39 40 41 42 ... » »»