المسائل العشر في الغيبة - الشيخ المفيد - الصفحة ٩
(ز) وأخيرا لا آخرا، كل هذا، ليعرف الخلق بأجمعه: أن للحق دولة، ترفع فيها كلمة الله، وكلمة الله هي العليا.
(2) من كتب عن المهدي إلى آخر القرن الرابع كما ذكرنا سابقا: إن الله سبحانه ثم الأنبياء كافة هم الذين ذكروا المهدي وفتحوا أبواب البحث عنه وعن ظهوره عجل الله فرجه الشريف.
وعند ظهور نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم برسالته كان الترويج لفكرة المنقذ المنتظر أكثر، حيث أولى صلى الله عليه وآله وسلم اهتماما كبيرا بقضية المهدي ورد الشبهات عنه، والأحاديث الواردة عنه صلى الله عليه وآله وسلم من طريق الفريقين خير شاهد على هذا المطلب.
ومن بعده صلى الله عليه وآله وسلم كانت مهمة التبليغ لفكرة الإمام المهدي على عهدة خلفائه أئمة أهل البيت عليهم السلام، فكانوا ينتهزون الفرص لتثبيت المسلمين على الاعتقاد بالمهدي، والروايات الكثيرة الواردة عنهم في هذا الشأن شاهد لهذا المطلب.
وكلما قرب وقت ولادة الإمام عجل الله فرجه كان الاهتمام بذكره والخبر بأحواله وصفاته وغيبته أكثر، حتى أن الإمامين العسكريين سلام الله عليهما كان عندهما نوع ما من الغيبة وعدم الاتصال مباشرة بأصحابهم وخروج التوقيعات من قبلهم، كل هذا ليتعود الشيعة على ما سيحصل من غيبة الإمام القائم عجل الله فرجه الشريف.
وعند ولادة الإمام المهدي بدأ نوع جديد من التحرك والتبليغ من قبل أبيه الإمام العسكري، لأن هذه المرحلة تعدت من المرحلة النظرية إلى العملية، فبدأ الإمام العسكري عليه السلام بخطوات كبيرة لتثبيت عقائد الشيعة بإمامة ولده المهدي المنتظر ورد الشبهات عنه، حتى أن الإمام العسكري عليه السلام كان
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 5 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»