القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٣٣
وقال المناوي في شرحه على القاموس من منافع فن اللغة التوسع في المخاطبات والتمكن من انشاء الرسائل بالنظم والنثر ومن عجائبه التصرف في تسمية الشئ الواحد بأسماء مختلفة لاختلاف الأحوال كتسمية الصغير من بني آدم ولد أو طفلا ومن الخيل فلوا ومهرا ومن الإبل حوارا أو فصيلا ومن البقر عجلا ومن الغنم سخلة وحملا وعناقا ومن الغزال خشفا ورشأ ومن الكلاب جروا ومن السباع شبلا ومن الحمير جحشا أو تولبا وهنبرا وتقول نبح الكلب وصرخ الديك وهمهم الأسد وزأر وهينم الريح وكطعنه بالرمح وضربه بالسيف ورماه بالسهم ووكزه باليد وبالعصا وبالجملة فهو باب واسع لا يحيط به انسان * ولا يستوفى التعبير به لسان * ولولا معرفة المترادفات لما اقتدر صاحب القاموس على ما أجاب به علماء الروم عن معنى كلام الامام على الآتي قريبا والكتب المؤلفة فيها لا تحصى والصحاح وإن كان أصحها الا أنه لم يزد عن أربعين ألف مادة والقاموس وان لم يبلغ الثمانين ألفا التي بلغها كتاب لسان العرب للامام القاضي جمال الدين الأنصاري محمد بن مكرم صاحب لسان العرب المتوفى سنة 711 عن 81 سنة بل ينقص عنه بعشرين ألفا الا انه أحسن منه صنعا في اختصار التعبير وعبارة مرتضى لسان العرب للامام جمال الدين محمد بن مكرم بن علي الإفريقي 27 مجلدا قال السيد مرتضى انه ظفر بنسخته المنقولة من مسودة المصنف في حياته التزم فيه الصحاح والتهذيب والمحكم والنهاية وحواشي ابن برى وجمهرة ابن دريد وقد حدث عنه الحافظان الذهبي والسبكي ولد سنة 630 وتوفى سنة 711 * هذا ولم يذكر المصنف اسمه في أوله تواضعا وانما ذكر آخر الكتاب على ما في بعض النسخ ما نصه قال مؤلفه الملتجى إلى حرم الله محمد بن يعقوب الفيروزآبادي هذا آخر القاموس المحيط والقابوس والوسيط إلى أن قال مفتخر ا باتمامه في مكة وقد يسر الله اتمامه بمنزلي على الصفا الخ أي لأنه بعد رجوعه من اليمن جاور بمكة وابتنى على جبل الصفا دارا فيحاء كما أخبر بذلك في مادة ص ف وقال الشارح في الآخر وفيروز آباد التي نسب إليها قرية بفارس منها ولده وجده وأما هو فولد بكارزين كما صرح بذلك في ك ر ز كما تكلم على فيروز آباد في ف ر ز ومن لم يعرف تركيب الأسماء يقول إن المصنف لم يذكر بلده في كتابه توهما منه ان آخرها دال أي كما أن بعضا ممن لم يعرف اصطلاحاته يقول إنه لم يذكر سمرقند مع أنه ذكرها في فصل الشين المعجمة من باب الراء وأحال عليه في فصل القاف من باب الدال وقال المحشى في ترجمة مؤلف القاموس هو الامام الشهير أبو طاهر إدريس بن فضل الله ابن الشيخ أبى اسحق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي وربما يرفع نسبه إلى أبى بكر الصديق رضي الله عنه قاضى القضاة مجد لدين الفيروزآبادي الشيرازي ولد بكارزين بلدة بفارس في ربيع الثاني سنة 729 وكانت ولادته بعد وفاة صاحب لسان العرب بثمان عشر سنة وحفظ القرآن بها وهو ابن سبع ثم انتقل إلى شيراز وهو ابن ثمان وأخذ عن علمائها فممن أخذ عنه الصلاح الصفدي والبهاء ابن عقيل والكمال الأسنوي وابن هشام قاله القرافي وجال في البلاد الشرقية والشامية ودخل الروم والهند ولقى الجماء الغفير من أعيان الفضلاء وأخذ عنهم شيئا كثيرا بينه في فهرسته وبرع في الفنون العلمية ولا سيما اللغة فقد برز فيها وفاق الاقران * ثم دخل زبيد في رمضان * شنة 796 فتلقاه الأشرف إسماعيل وهو سلطان اليمن إذ ذاك وبالغ في اكرامه وصرف له ألف دينار وأمر صاحب عدن أن يجهزه بألف أخرى وتولى قضاء اليمن كله واستمر بزبيد عشرين سنة وقدم مكة مرارا وجاور بها وأقام بالمدينة المنورة وبالطائف وما دخل بلدة الا أكرمه متوليها وبالغ في تعظيمه مثل شاه منصور بن شجاع في تبريز والأشرف صاحب مصر والسلطان بايزيد في الروم وابن إدريس في بغداد وتيمرلنك وغيرهم وقد كان تيمرلمك

قوله السلطان بايزيد عبارة القرافي والسلطان ابن عثمان ملك الروم اه
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»