مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٤٥
في الدعاء مجازا كذلك (لابد منه في تعريف الحقيقة) أيضا ليخرج عنه نحو هذا اللفظ لأنه مستعمل فيما وضع له في الجملة وان لم يكن ما وضع له في هذا الاصطلاح.
ويمكن الجواب بان قيد الحيثية مراد في تعريف الأمور التي تختلف باختلاف الاعتبارات والإضافات.
ولا يخفى ان الحقيقة والمجاز كذلك لان الكلمة الواحدة بالنسبة إلى المعنى الواحد قد تكون حقيقة وقد تكون مجازا بحسب وضعين مختلفين فالمراد ان الحقيقة هي الكلمة المستعملة فيما هي موضوعة له من حيث إنها موضوعة له لا سيما ان تعليق الحكم بالوصف مفيد لهذا المعنى كما يقال الجواد لا يخيب سائله أي من حيث إنه جواد.
وحينئذ يخرج عن التعريف مثل لفظ الصلاة المستعمل في عرف الشرع في الدعاء لان استعماله في الدعاء ليس من حيث إنه موضوع الدعاء بل من حيث إن الدعاء جزء من الموضوع له، وقد يجاب بان قيد اصطلاح به التخاطب مراد في تعريف الحقيقة لكنه اكتفى بذكره في تعريف المجاز لكون البحث عن الحقيقة غير مقصود بالذات في هذا الفن وبان اللام في الوضع للعهد أي الواضع الذي وقع به التخاطب فلا حاجة إلى هذا القيد وفى كليهما نظر.
واعترض أيضا على تعريف المجاز بأنه يتناول الغلط لآن الفرس في خذ هذا الفرس مشيرا إلى كتاب بين يديه مستعمل في غير ما وضع له والإشارة إلى الكتاب قرينة على أنه لم يرد بالفرس معناه الحقيقي.
(وقسم) السكاكي (المجاز اللغوي) الراجع إلى معنى الكلمة المتضمن للفائدة (إلى الاستعارة وغيرها) بأنه ان تضمن المبالغة في التشبيه فاستعارة والا فغير استعارة (وعرف) السكاكي (الاستعارة بان تذكر أحد طرفي التشبيه وتريد به) أي بالطرف المذكور (الآخر) أي الطرف المتروك (مدعيا دخول المشبه في جنس المشبه به) كما تقول في الحمام أسد وأنت تريد به الرجل الشجاع مدعيا انه من جنس الأسد فتثبت له ما يختص السبع المشبه به وهو اسم جنسه وكما تقول أنشبت المنية أظفارها
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»