شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٩٢
الواو لمطلق الجمع لا تفيد ترتيبا، فقد يكون مدخلوها متقدما على سابقه باللفظ، كقوله تعالى (ومنك ومن نوح) وروى " وتعملا " بضم التاء وكسر الميم، والمعنى وتجهد نفسك أو غيرك فالمفعول محذوف، وأصل أعمل تعديه إلى مفعولين، تقول:
أعملته كذا أي جعلته عاملا له، وروى البيت كذا أيضا:
فويق جبيل شامخ لن تناله * بقنته حتى تكل وتعملا والنيل: الإصابة والوصول إلى الشئ، وقنة الجبل - بضم القاف وتشديد النون - أعلاه كقلته، باللام، وقوله " فأبصصر ألهابا - الخ " جمع لهب بكسر اللام وسكون الهاء، قال الجوهري: هو الفرجة والهواء يكون بين الجبلين، وأنشد هذا البيت، والطود: الجبل، ودونها أي دون المبضوعة، ودون هنا: بمعنى أمام، وفاعل أبضر ضمير الرجل من ميدعان، والنيق - بكسر النون - المشرف من الجبل، والمهبل - بفتح الميم وكسر الموحدة - المهوى والمهلك، قال أبو حنيفة:
ثم ذكر تدليه عليها بالحبال ومخاطرته بنفسه فقال " فأشرط فيها نفسه - إلى آخر أبيات ثلاثة " وقال ابن السكيت: أشرط نفسه: جعلها علما للموت، ومنه أشراط الساعة، ويقال: أشرط نفسه في ذلك ذلك الامر: أي خاطر بها، والمعصم والمعتصم واحد، وهو المتعلق: أي متعلقا بالحبل، فذلك الذي ألقى من أسباب حباله، والسبب: الحبل، والجمع أسباب، ويصلح أن يكون الواحد سبأ بالكسر، قال أبو ذؤيب * تدلى عليها بين سب وخيطة فالسب: الحبل، والخيطة: الوتد، انتهى. وتوكل: أي اعتمد على الله، وقوله " وقد أكلت أظفاره " قال ابن السكيت يتوصل من مكان ثم ينزل بعده وروى " طول مرقى توصلا " أي توصل من مكان إلى مكان، كقولك: اجعل هذه وصلة، وقوله " فما زال حتى نالها " قال ابن السكيت: معصم: مشفق،
(٩٢)
مفاتيح البحث: الموت (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»