شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٦٠
لا تقذفنى بركن لا كفاء له * وإن تأثفك الأعداء بالرفد (1) فقوله تأثفك وزنه تفعلك لا يصح فيه غيره، ولو كان من ثفيت القدر لقال تثفاك، ومعنى البيت صار أعدائي حولك كالاثافى تظافرا، قال ابن جنى في شرح تصريف المازني: ويفعلين أولى من يؤفعلن، لأنه لا ضرورة فيه، قال أبو الفتح بن جنى: يقال أثفيت القدر وأثفتها وثفيتها، إذا أصلحت تحتها الأثافي، وقال صاحب الصحاح: ثفيت القدر تثفية، وضعتها على الأثافي، وأثفيتها جعلت لها أثافى، وأنشد البيت وهذا الشعر لخطام المجاشعي، ونسبه الصقلي شارح أبيات الايضاح للفارسي، والجوهري في الصحاح، إلى هميان بن قحافة، وأوله:
حي ديار الحي بين السهبين * وطلحة الدوم وقد تعفين و " حي " أمر من التحية، والحي: القبيلة، والسهبان: موضع، وكذا طلحة الدوم، والنون في تعفين ضمير ديار الحي، وتعفي بمعنى عفا اللازم. يقال: عفا المنزل يعفو عفوا، إذا درس، والاى: جمع آية بمعنى العلامة. والتحلية: الوصف يقال: حليت الرجل مثلا، إذا وصفته، يقول: لم يبق من علامات حلولهم في ديارهم تحليها وتصفها غير ما ذكر، ومن: زائدة، وآى فاعل، وغير منصوب على الاستثناء، وجملة يحلين صفة لأي، وبها متعلق به. والخطام بضم المهملة: ما تكسر من الحطب، والمراد به دق الشجر الذي قطعوه فظلوا به الخيام، ورماد مضاف إلى كنفين ويجوز تنوينه، وكنف بفتح الكاف وسكون النون الناحية والجانب. وأصله بفتح النون سكنها للضرورة أي رماد من جانبي الموضع. وقيل الكنف هنا بكسر الكاف وسكون النون، وهو خرج يضع فيه

(1) الرفد - بكسر أوله وفتح ثانيه: جمع رفدة - بكسر فسكون - وهي العصبة من الناس، يقول: لا ترمنى منك بما لا مثل ولا أستطيع دفعه وإن احتوشك الأعداء متعاونين
(٦٠)
مفاتيح البحث: العفو (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»