شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٧
قال: فخلى سبيله، ثم خرج [إسحاق] ابن الأشعث ومعه سراقة فأخذ أسيرا واتى به المختار، فقال: الحمد لله الذي أمكنني منك، يا عدو الله، هذه ثالثة، فقال سراقة: أما والله ما هؤلاء الذين أخذوني، فأين هم؟ لا أراهم!
إنا لما التقينا رأينا قوما عليهم ثياب بيض وتحتهم خيل بلق تطير بين السماء والأرض، فقال المختار: خلوا سبيله ليخبر الناس، ثم عاد (1) لقتاله، فقال:
ألا من مبلغ المختار عنى * بأن البلق دهم مضمرات أرى عيني ما لم ترأياه * إلخ الشعر " انتهى وقوله " رأيت البلق دهما الخ " هو جمع أبلق وبلقاء، وأراد الخيل البلق، وهي ما فيها بياض وسواد، ودهم: جمع أدهم ودهماء، من الدهمة - بالضم - وهي السواد، وأراد أن الخيل البلق التي ذكرت أنها تطير إنما هي خيل دهم نحاربك عليها، والمصمت - بضم الميم الأولى وفتح الثانية - قال الجوهري: هو من الخيل البهيم: أي لون كان لا يخالط لونه لون آخر، وروى بدله " مضمرات " بوزنه، يقال: أضمرت الفرس، إذا أعددته للسباق، وهو أن تعلقه قوتا بعد السمن (2)، وقوله " أرى عيني الخ " بضم الهمزة، مضارع من الاراءة خفف بحذف الهمزة من آخره، و " ما " نكرة بمعنى شئ مفعول ثان لارى، والأول هو عيني، وكلانا: أي أنا وأنت والبيت كذا أورده أبو زيد بمفرده في نوادره (3) ورواه أبو حاتم عن أبي عبيدة " ما لم تبصراه إلخ " وحينئذ لا شاهد فيه، والترهة: بضم المثناة وتشديد الراء المفتوحة

(1) كذا في عيون الاخبار، وفى العقد " ثم دعا لقتاله " (2) في الصحاح: وتضمير الفرس أن تعلفه حتى يسمن، ثم ترده إلى القوت، وذلك في أربعين يوما وهذه المدة تسمى المضمار، والموضع الذي تضمر فيه الخيل أيضا مضمار (3) انظر (ص 185) من النوادر
(٣٢٧)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»